Friday, January 4, 2013

مصطفى خليفة، القوقعة، يوميات متلصص

تنتمي هذه الرواية الواقعية إلى أدب السجون و هي تختزل معاناة الكاتب في السجون السورية بتهمة هو نفسه لا علم له بها. 
أمضى الكاتب فترة دراسته الجامعية بفرسا و بمجرد وصوله إلى مطار بلاده، تم القبض عليه من طرف الشرطة السورية و تم اعتقاله و تعذيبه على مدى اثنى عشر سنة.
تحكي الرواية الأحداث اليومية للكاتب و السجناء الآخرين و عن قسوة التعذيب في السجون و المهانة و الذل و الإحتقار و القتل الذي .تعرضوا له كما يظهر كمية الفساد المتنتشرة في الأجهزة الأمنية
رواية رائعة بكل الألم و القهر الذي تحمله في ثناياها. تجعل القارئ ينكب على القراءة دفعة واحدة متلهفا لمعرفة المزيد و متشوقا لمعرفة مصير السجناء و إذا ما كان ذلك العذاب و الجحيم سينتهي.

اقتباسات من الرواية:

-“ان الانسان لا يموت دفعة واحدة، كلما مات له قريب او صديق او احد من معارفه فإن الجزء الذي يحتله هذا الصديق او القريب يموت في نفس هذا الانسان، و مع الايام و تتابع سلسلة الموت تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا ... تكبر المساحة التي يحتلها الموت ...”

-“أنا أؤمن بقول يقول إن الإنسان لا يموت دفعة واحدة ، 
كلما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه
فإن الجزء الذي كان يحتله هذا الصديق أو القريب ... 
يموت في نفس هذا الإنسان !.. 
ومع الأيام وتتابع سلسلة الموت ... 
تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا ...
تكبر المساحة التي يحتلها الموت ...
و أنا يا لينا ... أحمل مقبرة كبيرة داخلي ، تفتح هذه القبور أبوابها ليلاً ... 
ينظر إليّ نزلاؤها .. يحادثونني ويعاتبونني .” 

-“من هو أول سجين في التاريخ؟ من الذي اخترع السجن؟ ... كيف كان شكل السجن الأول؟ هل هناك سجين واحد في كل العالم، في كل الأزمان، في كل السجون، قضى في السجن عاماً واحداً أو أكثر، ثم عندما يخرج يكون هو...هو؟” 

-“الفائض الرئيسي في السجن هو الوقت، هذا الفائض يتيح للسجين أن يغوص في شيئين، الماضي .. والمستقبلن وقد يكون السبب في ذلك هو محاولات السجن الحثيثة للهرب من الحاضر ونسيانه تمامًا. 

والغوص في هذين الشيئين قد يحوّلان الانسان إمّا إلى حكيم هادئ، أو إلى شخص نرجسي عاشق لذاته ومنكفئ لا يتعاطى مع الآخرين إلا في الحدود الدنيا، أو إلى مجنون”