Sunday, December 9, 2012

فاتحة مرشيد، الملهمات

  في روايتها "الملهمات"، تقوم الكاتبة المغربية فاتحة مرشيد بالبحث في أغوار النفس البشرية و علاقاتها بالآخرين.  

تقدم أحداث الرواية من زاويتين، الأولى تتحدث من خلالها أمينة و هي سيدة غنية متزوجة بصاحب دار نشر معروفة و أم لطفلين.تعيش مع خيانة زوجها الدائمة لها و رغم أنها تعرف عن معظم مغامراته إلا أنها اختارت الصمت. الرواية تبتدأ بتعرض زوجها لحادث سيارة عندما كان يقل عشيقته من المطار فماتت هي بينها دخل هو في غيبوبة مما شجع أمينة على البوح لزوجها الغائب عن الوعي عن مغامراته و كيف عرفت و عن حياتهما معا و كل المصاعب التي واجهها كما تحكي له عن خيانتها له مرة كرد فعل لكل خياناته المتكررة.

الزاوية الثانية، يحكيها صديق زوجها المقرب "الأستاذ ادريس" المعروف بالكاتب الناجح و الذي بمجرد علمه بحادثة صديقه يعتكف في البيت للكتابة. الأستاذ ادريس لم يكن أقل من صديقه فقد خان زوجته أيضا عدة مرات حتى عندما كانت تعاني من سرطان الرحم و عندما ماتت لم تتوقف علاقاته. العلاقات بالنسبة إليه ككاتب تعتبر إلهاما و مصدر وحي لكتاباته، قصصه و رواياته. لكل امرأة عبرت حياته الفضل الأكبر فيما يكتبه فهي تفجر قريحته الإبداعية. في انتظار استيقاظ صديقه من الغيبوبة يقوم الكاتب بكتابة آخر أعماله عن ملهماته في الكتابة و ملهمات صديقه في الحياة.

لغة الرواية بسيطة و شاعرية ككل كتابات فاتحة مرشيد كما أنها تهتم جدا بالجانب النفسي لشخصياتها و تقوم بعرض كل التأثيرات 
التي أدت إلى تكوينها.


أنا صنيع كل النساء اللواتي عبرن حياتي..
بدأ من التي منحتني الحياة.. إلى التي أيقظت الرجل بداخلي.. والتي فتحت لي باب الإبداع على مصراعيه.. والتي جعلت قلمي يتألق.. والتي كانت ورقة مبسوطة تحت يدي..
فكل كتاب عندي مقرون بامرأة.. كل فرحة عندي مقرونة بامرأة.. وكل انكسار كذلك.
كثيرا ما كتب النقاد عن مساري الأدبي، كمن يكتب عن مسرحية معروضة على الخشبة، جاهلين ما يجري في الكواليس.
قررت الآن، بعد المشهد الأخير، أن أرفع الستارة الخلفية وأهديكم العرض الحقيقي.. عرض الكواليس المفعم بقلق الممثلين وتقلباتهم المزاجية.. بعلاقاتهم السرية وانفعالاتهم الحقيقية التي يوارونها خلف الماكياج والأقنعة قبل أن يرسموا ابتسامة تستحق منكم التصفيق…”

- فاتحة مرشيد


No comments:

Post a Comment