Friday, November 30, 2012

بثينة العيسى، عائشة تنزل إلى العالم السفلي

قرأت هذه الرواية منذ أشهر و مع ذلك كلما فكرت في أحسن الروايات التي قرأتها هذا العام وجدت هذه الرواية أعلى اللائحة.
تأثرت كثيرا أثناء قراءتها و بعدها و للآن ما زلت أفكر بكل أحداثها. رواية قيمة فعلا و رغم أنني لست من الأشخاص الذين يحبون قراءة نفس الكتاب أكثر من مرة إلا أنني سأحرص أنني إن وجدت النسخة الورقية سأعيد قراءتها.
عائشة تنزل إلى العالم السفلي تحكي قصة عائشة التي تفقد ابنها الوحيد في لحظة عدم انتباه منها فتصدمه سيارة و هو يجري ليلحق لعبته المفضلة. بعد موته و كل يوم من كل عام يوافق يوم وفاته تعيش عائشة لحظة موت لدرجة أن الذين حولها لا يصدقون أنها مجرد حوادث بل محاولات انتحار، فقررت أن تكتب عن  ألمها و حياتها قبل أن يعصف بها الموت للمرة الرابعة التي ترى أنه لا مناص منها بما أنها نجت ثلاث مرات و إن حدث و عاشت بعدها فستغير نمط حياتها بعد أن نذرتها للحزن واليأس و الألم و العزلة التامة حتى عن أقرب الناس إليها.


"أنا عائشة.
سأموتُ خلال سبعةِ أيّام.
وحتى ذلك الحين قرّرتُ أن أكتب. 

لا أعرف كيف يفترض بالكتابة أن تبدأ، الأرجح من مكانٍ كهذا.. حيث يورقُ كلّ شيءٍ بالشك. 

تبدو الكتابة وكأنّها الشيءُ الوحيدُ الذي أستطيع فعله. 
أريدُ أن أضع نقطةً أخيرة في السّطر الأخير، قبل أن يبتلعني الغياب. 

لقد قررتُ أن تكون أيامي الأخيرة على هذه الشاكلة. أقصد: على شاكلة الكتابة. الكلمةُ كائنٌ هشٌ ومتهافت، إنها تشبهني. وأنا.. في أيامي الأخيرة، أريد أن أشبهني بقدر ما أستطيع. إنني أفعلُ ذلك من أجلي. هذه الأوراق، هذه الكتابة، هذا الجرحُ: لي أنا. 

هذه الكتابة ليست توثيقاً لحياتي. ما فات لم يكن جديراً بالاهتمام، كل شيءٍ سبق وانتهى، وهذه الكتابة لا تفضي إلى مكان، ولا أعتقد بأنني قد عشتُ حياةً تستحق أن تؤرّخ. إنني أكتبُ لكي أكون واضحةً معي، وحيدةً معي، مليئة بي. هذه الكتابة لا تداوي، بل تُميت. الموتُ جيّد، وأنا أريده من كلّ قلبي"


بثينة العيسى، عائشة تنزل إلى العالم السفلي




No comments:

Post a Comment